(الفصل الثالث)
( كيس شبسي)
اليوم التالي أفقت مفزوعاً من النوم بعدما شعرت أن ظهري
قد أحترق من شدة أشعة الشمس التي تتعمد دائماً إيقاظي ، حيث أني هذه المرة تركت
النافذة مفتوحة على مصرعيها تحتضن الشمس بالكامل .
- -( وتمتمت) محدش سأل في الغلبان اللي في الأودة دي حتى .
. فين حنان الأم.. يالهوي . .
وضعت فوطتي على ذراعي و قررت الذهاب للحمام ، و خلال مشيي أمام المرأة رأيت شخص يرتدي
بيجامتي . نظرت حولي معتقداً بأن هناك شخصاً معي ، لأكتشف أنه أنا بعد مسح العماص
الذي بعيني . .
- - الله . . يعني
اللي قلعني هدومي معرفش يقفل الشباك
- -بتقول أيه يا متخلف
- -و لا حاجة يا حجوج . . ده انا بشكر اللي غيرلي هدومي
أمبارح . . صباح الفل
- -أه . . طب تعالي يا خويا أفطر . .
يا للمصيبه!! كيف سمعني ، حيث ان والدي كان سميع بمعنى
أن قد تجده فجأه يكرر الكلام الذي قد تهمس به لنفسك حتى . .
- - يكونش الراجل دة مخاوي و احنا منعرفش.. يالهوي . . لازم
أقول لحجوجه لتطلع اللي مخاويها حلوة و يهرب معاها.. ما يمكن يطاع مخاوي هو مش هي
؟ . . لا . . لا.. أستغفر الله العظيم . . حظلمو ليه مفيش هو . . دة أكيد هي .
( بصوت مرتفع ) حجوج تعالي أما أقولك
- -أية يا منيل عايز اية
- -معرفتيش أبويا مخاوي وحده حلوة وبيضحك عليكي
- -يالهوي . . يعني اية يا منيل . . عرفت ازاي
- -تفسري بأية أنه بيسمع دبع النمل في البيت ده ، دة بيسمع
النمله بتوشوش صحبتها بتقولها اية . .
- - خضتني يا وله . . أبوك لا مخاوي و لا حاجة بس هو زي ما
تقول كدة أصمله عليه ذكي . . هو قالي دي فرسة
- -فرسه . . فرسه اية بس ، هو مدرب خيل . . أسمها فراسه
- -أيوه هي دي
- -يا ماما أمال لو مكنتيش خريجة أبتدائي كنتي عملتي فينا
ايه
- -أسكت يا فاشل . . تك
خيبة . . يله نفطر نشفت ريقي عايزة اخد الدوا..
- - أتفضلي يا حجة أنتي أسبقيني . . أنا حاروح أطس وشي بشوية
ماية نار عشان أفوق و ألحقك عشان أفطر المتفجرات بتاعت كل صباح .
- - متفجرات ..
- - طبعاً هو في أكتر من الفول و الطعمية متفجرات .
. ده الواحد بياكلهم من هنا ويمشي مخو سايح ، مش عارف يلقيها منهم و لا من الشمس ..
أهو كلو بيسيح.. و الله انا خايف أسيح مره في الشارع و أزحلق الناس .
- -طب قوم و بطل فلفسة . .
- -فلفسة . . أمرك يا حجة
كان من الطبيعي بعد ما أخذت المال من الحج أن أذهب
لأختار معهد دراسي لأسجل به لأحضر له الوصل ، و لكني شعرت ببعض الكسل ، ففكرت في
ان أطلب من صديقي مجدي أن ياتي للدراسه معي ليشجعني . .
- -واد يا مجدي . . أزيك يا تختخ
- -مين عاطف ؟ . . فينك يا راجل ؟
- -فينك اية ما انا كنت معاك اول امبارح يا جبان
- -آآه صحيح . . يا سلام . . شايفك مقدرتش على بعدي
- -لا و الله بس كنت عايزاك تيجي تدرس معايا كمبيوتر و
انجليزي
- -ليه يعني؟
- -اهو تسليني
- -ليه شايفني شامبنزي قدامك
- -لأ شايفك غوريلا . . لخص . . حتيجي
- -ماشي . . ماشي بس بشرط
- -أأومر يا غوريلا
- -تعزمني على وجبه كومبو
- - دا هما 200 جنيه عُمي حسجل بيهم . . حتيجي تقولي كومبو .
. لا خلاص . . خليك في بيتكوا لحد ما تخلل . . أنا قلت تيجي دة الكورس كله بنات .
.
- -صحيح . . خلاص جاي . .
- -لا . . لا يا عم خلاص . .
- -خلاص بقى يا عاطف . .
- -ماشي . . ناس مبجيش غير بالعين الزرقاء
- -أشمعنى الزرقاء يا عاطف هيا مش حمرا
- -لأ عشان مبحبش اللون الأحمر
- -أشوفك بعد ساعة في روكسي . . ماشي
- -ماشي
لقد كان مجدي طيباً و صديقاً حميماً ، و لقد كان محباً للأكل و ربما كان هذا سر
تعرفي به .. فلقد تعرفنا ببعضنا عن طريق كيس شبسي . .
فانا أتذكر يومها منظره أمام كنتين الكليه ينظر إلي بعد
أن أخذت أخر كيس شبسي بالشطة واللمون و الذي كان يعشقة . .
- -بتبص للكيس كدة ليه
- -عايز دة يا كابتن . . انا ممكن اديك ضعف تمنه
- -لا . . لا . . و على اية حقسموا معاك و أمري لله . .
وبعد أن قمت بشرائه و دفع مجدي ثمنه . . بدأنا نأكله سوياً . .
- -أيه دة شطة و لمون ما بحبوش قوي
- -أمال أشتريته لية
- -أهو تجربة جديدة
- -طب أسمحلي أعزمك أنا المرة دي على نوع تاني
- -لا . . لا . . شكرا
- -أرجوك انت عزمتني على دة يبقى لازم اعزمك
- -مش لازم واحده بواحده يعني يا . . .
- -مجدي . .
- -عاطف
و من يومها و أنا أشتري و هو يدفع الثمن ، ماذا أقول
أغدقت عليه من خير أفعالي . .
كان مجدي طيباً
جداً ، ممتلئ الجسم ، ضخم الجثه ، أبيض او
كما يقولون (شمعه) ، ليس له خبرة في الحياة غير لعب البلاستيشن و الذي كنت اهزمة
فيه دائماً .
و من ضخامة جسم مجدي كان يخاف الناس منه خاصةً قصيري
القامة ، ذو الجسم النحيل مثلي . فحين كان هو هضبة كبيرة أتخذتها كثيراً لتحميني
من الشمس ، إلا ان علاقتنا كانت أضحوكة الكلية حتى لقبونا بالفيل و النملة .
أذكر في يوم من الأيام كنا عائدين من الكلية ، ورأينا
ولد وفتاة يمشيان أمامنا فأسرع مجدي الخطى لعله يسبقني في المشي فأعتقدا أنه يجري
خلفهما فجريا خوفاً منه ، و جلست أنا أضحك من ذلك المنظر حتى أخذ مجدي مني موقفاً
أنهيته بكيس شبسي بالشطة و الليمون .