الجمعة، 17 مايو 2013
5:05 م

يوميات شاب مشربش من نيلها (3)



(الفصل الثالث)

( كيس شبسي)
 
اليوم التالي أفقت مفزوعاً من النوم بعدما شعرت أن ظهري قد أحترق من شدة أشعة الشمس التي تتعمد دائماً إيقاظي ، حيث أني هذه المرة تركت النافذة مفتوحة على مصرعيها تحتضن الشمس بالكامل .
-       -( وتمتمت) محدش سأل في الغلبان اللي في الأودة دي حتى . . فين حنان الأم.. يالهوي . .
وضعت فوطتي على ذراعي و قررت الذهاب للحمام  ، و خلال مشيي أمام المرأة رأيت شخص يرتدي بيجامتي . نظرت حولي معتقداً بأن هناك شخصاً معي ، لأكتشف أنه أنا بعد مسح العماص الذي بعيني . .
-       - الله . . يعني اللي قلعني هدومي معرفش يقفل الشباك
-       -بتقول أيه يا متخلف
-       -و لا حاجة يا حجوج . . ده انا بشكر اللي غيرلي هدومي أمبارح . . صباح الفل
-       -أه . . طب تعالي يا خويا أفطر . .
يا للمصيبه!! كيف سمعني ، حيث ان والدي كان سميع بمعنى أن قد تجده فجأه يكرر الكلام الذي قد تهمس به لنفسك حتى . .
-      - يكونش الراجل دة مخاوي و احنا منعرفش.. يالهوي . . لازم أقول لحجوجه لتطلع اللي مخاويها حلوة و يهرب معاها.. ما يمكن يطاع مخاوي هو مش هي ؟ . . لا . . لا.. أستغفر الله العظيم . . حظلمو ليه مفيش هو . . دة أكيد هي .
( بصوت مرتفع ) حجوج تعالي أما أقولك
-       -أية يا منيل عايز اية
-       -معرفتيش أبويا مخاوي وحده حلوة وبيضحك عليكي
-       -يالهوي . . يعني اية يا منيل . . عرفت ازاي
-       -تفسري بأية أنه بيسمع دبع النمل في البيت ده ، دة بيسمع النمله بتوشوش صحبتها بتقولها اية . .
-      - خضتني يا وله . . أبوك لا مخاوي و لا حاجة بس هو زي ما تقول كدة أصمله عليه ذكي . . هو قالي دي فرسة
-       -فرسه . . فرسه اية بس ، هو مدرب خيل . . أسمها فراسه
-       -أيوه هي دي
-       -يا ماما أمال لو مكنتيش خريجة أبتدائي كنتي عملتي فينا ايه
-       -أسكت يا فاشل . . تك  خيبة . . يله نفطر نشفت ريقي عايزة اخد الدوا..
-     -  أتفضلي يا حجة أنتي أسبقيني . . أنا حاروح أطس وشي بشوية ماية نار عشان أفوق و ألحقك عشان أفطر المتفجرات بتاعت كل صباح .
-      - متفجرات ..
-      -  طبعاً هو في أكتر من الفول و الطعمية متفجرات . . ده الواحد بياكلهم من هنا ويمشي مخو سايح ، مش عارف يلقيها منهم و لا من الشمس .. أهو كلو بيسيح.. و الله انا خايف أسيح مره في الشارع و أزحلق الناس .
-       -طب قوم و بطل فلفسة . .
-       -فلفسة . . أمرك يا حجة
كان من الطبيعي بعد ما أخذت المال من الحج أن أذهب لأختار معهد دراسي لأسجل به لأحضر له الوصل ، و لكني شعرت ببعض الكسل ، ففكرت في ان أطلب من صديقي مجدي أن ياتي للدراسه معي ليشجعني . .
-       -واد يا مجدي . . أزيك يا تختخ
-       -مين عاطف ؟ . . فينك يا راجل ؟
-       -فينك اية ما انا كنت معاك اول امبارح يا جبان
-       -آآه صحيح . . يا سلام . . شايفك مقدرتش على بعدي
-       -لا و الله بس كنت عايزاك تيجي تدرس معايا كمبيوتر و انجليزي
-       -ليه يعني؟
-       -اهو تسليني
-       -ليه شايفني شامبنزي قدامك
-       -لأ شايفك غوريلا . . لخص . . حتيجي
-       -ماشي . . ماشي بس بشرط
-       -أأومر يا غوريلا
-       -تعزمني على وجبه كومبو
-      - دا هما 200 جنيه عُمي حسجل بيهم . . حتيجي تقولي كومبو . . لا خلاص . . خليك في بيتكوا لحد ما تخلل . . أنا قلت تيجي دة الكورس كله بنات . .
-       -صحيح . . خلاص جاي . .
-       -لا . . لا يا عم خلاص . .
-       -خلاص بقى يا عاطف . .
-       -ماشي . . ناس مبجيش غير بالعين الزرقاء
-       -أشمعنى الزرقاء يا عاطف هيا مش حمرا
-       -لأ عشان مبحبش اللون الأحمر
-       -أشوفك بعد ساعة في روكسي . . ماشي
-       -ماشي
لقد كان مجدي طيباً و صديقاً حميماً  ، و لقد كان محباً للأكل و ربما كان هذا سر تعرفي به .. فلقد تعرفنا ببعضنا عن طريق كيس شبسي . .
فانا أتذكر يومها منظره أمام كنتين الكليه ينظر إلي بعد أن أخذت أخر كيس شبسي بالشطة واللمون و الذي كان يعشقة . .
-       -بتبص للكيس كدة ليه
-       -عايز دة يا كابتن . . انا ممكن اديك ضعف تمنه
-       -لا . . لا . . و على اية حقسموا معاك و أمري لله . .
وبعد أن قمت بشرائه و دفع مجدي ثمنه . .  بدأنا نأكله سوياً . .
-       -أيه دة شطة و لمون ما بحبوش قوي
-       -أمال أشتريته لية
-       -أهو تجربة جديدة
-       -طب أسمحلي أعزمك أنا المرة دي على نوع تاني
-       -لا . . لا . . شكرا
-       -أرجوك انت عزمتني على دة يبقى لازم اعزمك
-       -مش لازم واحده بواحده يعني يا . . .
-       -مجدي . .
-       -عاطف
و من يومها و أنا أشتري و هو يدفع الثمن ، ماذا أقول أغدقت عليه من خير أفعالي . .
 كان مجدي طيباً جداً  ، ممتلئ الجسم ، ضخم الجثه ، أبيض او كما يقولون (شمعه) ، ليس له خبرة في الحياة غير لعب البلاستيشن و الذي كنت اهزمة فيه دائماً .
و من ضخامة جسم مجدي كان يخاف الناس منه خاصةً قصيري القامة ، ذو الجسم النحيل مثلي . فحين كان هو هضبة كبيرة أتخذتها كثيراً لتحميني من الشمس ، إلا ان علاقتنا كانت أضحوكة الكلية حتى لقبونا بالفيل و النملة  .
أذكر في يوم من الأيام كنا عائدين من الكلية ، ورأينا ولد وفتاة يمشيان أمامنا فأسرع مجدي الخطى لعله يسبقني في المشي فأعتقدا أنه يجري خلفهما فجريا خوفاً منه ، و جلست أنا أضحك من ذلك المنظر حتى أخذ مجدي مني موقفاً أنهيته بكيس شبسي بالشطة و الليمون .
التالي
هذا احدت موضوع.
رسالة أقدم

0 التعليقات:

إرسال تعليق